من وجهة نظر حول التكليف و التثبيت؛ التكليف (1)

من وجهة نظر حول التكليف و التثبيت؛ (1) التكليف الممنهج!
*إن مسألة " التكليف " كموضوع الساعة " تعليميا " نطرحها بخلفية عقليات إدارية / نقابية دبرتها لتكريس أزمة التعليم كقيمة مضافة سلبية ستنتج عنها ويلات إدارية و تنظيمية و أخلاقية كان التعليم في غنى عنها؛ فالإدارة المسؤولة عن تدبير الملفات التعليمية كان عليها أن تتحمل مسؤوليتها الإدارية من حيث حسن التدبير مراعية استقرار الأساتذة اجتماعيا و نفسيا بتطبيق مبدإ تكافؤ الفرص للجميع حسب وضعياتهم الإدارية و الإجتماعية و ذلك بخلق قوانين منظمة تعتمد الحكامة الجيدة في التدبير الإداري، محترمة علاقة الأستاذ إداريا برقم تأجيره مباشرة معها كمشغل، كما كان على النقابات المسؤولة عن الدفاع عن حقوق الشغيلة التعليمية أن تقوم بواجبها النضالي ضدا على كل الممارسات الإدارية الرامية إلى المصلحة الخاصة و المكرسة للإنتهازية محترمة بدورها علاقة الأستاذ تنظيميا برقم انخراطه كمندوبة عنه في إطار الدفاع عن حقوقه و المحافظة على مكتسباته؛ لا أن تكونا معا مكرستين لسلوك بيروقراطي لامسؤول و انتهازي متعفن؛ فكان من نتائج غياب / تغييب المسؤولية من الطرفين تكريس فعل لاأخلاقي أصبح رجل و امرأة التعليم يتصفان به و لا يراعيان من خلاله احترام الزمالة المهنية و ...
... و انطلاقا من هذا؛ نطرح من وجهة نظرنا كيف تمت عملية التكليف على خلفية ما سبق الإشارة إليه و ذلك من خلال الحالات التالية: فتصوروا معنا ...
1- ... أن أستاذا كان يعمل في مجموعة مدرسية إبتدائية يحمل شهادة علمية ( الباكلوريا ) استفاد من التكليف بالمدينة كان همه الوحيد هو الدخول إلى المدينة الذي أصبح مستحيلا في ظل غياب قانون تنظيمي واضح لتدبير الحركات الإنتقالية باختلافها تدبيرا نزيها و في ظل تغييب عمل نقابي جاد لمراقبة تدبير تلك الحركات ... تكلف بتدريس مادة (...) بالإعدادي لسد الخصاص به فقط؛ و قد جاءت استفادته ممنهجة حسب علاقته بنقابة ما كشخص منخرط أو عضو أو فاعل فيها أو ... كما أنه قد كلف بتدريس مادة لم يتم تكوينه فيها و أن تجربته المهنية بالإبتدائي لا تمكنه من مسايرة التدريس بالإعدادي بشكل جيد و نحن نرفع شعار الجودة !!
2- تكليف أستاذ من نفس المنطلق الإبتدائي لكنه يحمل شهادة الإجازة في مادة معينة؛ كلف بتدريس مادة تخصصه وفق شهادته العلمية، لكن على الرغم من هذا فهو لم يتم تكوينه تكوينا تربويا ( بيداغوجيا )، و هناك من تم تكليفه بتدريس مادة بعيدة كل البعد عن تخصصه العلمي كأن يدرس مادة الطبيعيات و هو حاصل على إجازة الفرنسية و الحالات هنا كثيرة و متناقضة إلى درجة الإستهتار ... و حسب كل تصور ممكن !!!
3- يمكن تصور أي تكليف بشكل من الأشكال و يمكن كذلك تصور تدبيره بأي شكل من التدابير و الأمثلة متعددة و متنوعة حسب أخلاق و تربية فاعليها و مفتعليها ؟!...
**إن ما يهمنا من خلال وجهة نظرنا هو ما نتج و ينتج من آثار سلبية على منظومتنا التعليمية / التربوية بحيث نسجل تحميل مسؤولية عرقلة الإصلاح التعليمي بنسبة (...) لهذا النوع من التدبير الإداري كان من عواقبه خلق وضع تعليمي غير سليم و غير مشرف وطنيا و دوليا؛ نطرحه كما يلي:
- ماذا يحصل عندما يتم تكليف الأستاذ الذي يعمل مع زميله في وحدة مدرسية؟؟ الأول ينتهز فرصته المفبركة من طرف (...) أما الثاني فيبقى في مكانه لا حول له و لا قوة إلا بالله تعالى من ضم أقسام صاحبه الإنتهازي، و الحالة هاته تبقى حسب موقف الثاني المسكين أمام تزكية إدارته التربوية إن كانت هي الأخرى ضعيفة و مكرسة لهذا النوع من التخطيط الفاسد إداريا ؟؟؟
- و ماذا سيحصل له عندما يتكلف بتدريس مادة غير مادته التي كان يدرسها بالإبتدائي و على مستوى تكوينه الإبتدائي و تجربته المهنية و على مستوى شهادته العلمية ( الباكلوريا )؛ فإن كان توجيهه الدراسي علميا فقد يتكلف بتدريس مادة أدبية و العكس صحيح، و نتيجة هذا التكليف الفاسد ضعف التحصيل و المستوى التعليمي لدى التلاميذ بالإعدادي ؟؟؟
- أيضا ماذا يحصل عندما يتكلف بتدريس مادة (...) بالتأهيلي لتلاميذ مقبلين على امتحان الباكلوريا 1-2 و أستاذهم هذا لم يتلق أي تكوين بيداغوجي على مستوى الإعدادي أو على المستوى التأهيلي؟؟
- ناهيك عن سلوكات لا تنم بصلة بالتربية و التعليم إداريا 1و تربويا 2و نقابيا 3و اجتماعيا 4؛
1. الإدارة همها الوحيد هو سد الخصاص بالإعدادي أو التأهيلي بالمدار الحضري على حساب المدرسة بالوسط القروي!! لأن ميزان الضغط الإجتماعي بالمدينة أقوى منه بالبادية التي يغيب فيها الوعي الشامل ... و كأن البادية لا تقع على رقعة المغرب!! ؛ 2. التكوين أصلا مغيب كما هو الشأن بالنسبة للتكوين المستمر خلال الموسم الدراسي و نحن نطبل بالجودة و الحكامة في التربية؛ 3. النقابات "تبيع و تشتري بهذا المفهوم العامي" في ذمم رجال و نساء التعليم على هذا المستوى اللاأخلاقي الذي يؤكد مدى تكريسها للإنتهازية و المحسوبية و الزبونية ضاربة بعرض الحائط دورها و واجبها الحقيقيين اللذين من أجلهما وجدت أصلا تاريخيا و هما الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة و الحفاظ على مكتسباتها بالنضال و الكفاح و ليس بالإنبطاح للباطرونا و الإدارة ... 4. الوضع الإجتماعي أصبح مريضا من جراء هذه السلوكات السالفة الذكر حتى أصبح بتأثيرها المفتعل سلبا و تدهورا و أزمة في حياة رجل و امرأة التعليم و أخلاقهما و مهنتهما و علاقاتهما الإجتماعية ... و قد صح القول فيه " أنا و بعدي الطوفان " " فرق تسد " " مصلحتي هي الأولى " " ... الكثير من الأقوال و الحكم المعاشة تنطلق من واقع تعليمي أفسده التفكير البورجوازي و كرسته العقول المريضة بالمصلحة الشخصية " و مرض فكري و أخلاقي تجاوز حدود اللياقة الأدبية عندما أصبح أصحابه مرتزقين يفرضون " زيد السوايع " و سنتطرق إليه من خلال وجهة نظر حول التثبيت الممنهج(2) ؟! ...