الأموي يحيي ماضيه النضالي ويدعو إلى مسيرة الكرامة

عاد نوبير الأموي إلى خطاباته الحماسية وتصريحاته النارية بعد فترة زمنية ليست بالهينة ،خفت فيه نجمه ومعه العمل النقابي الذي أصبح في خانة الاتهامات، نتيجة افتقاره لأساليب ضغط قادرة على تحويل شعارات احتفالات الأعياد العمالية،وأماني الطبقة المأجورة تخرجها من براثين الأزمة الاجتماعية والأزمة الاقتصادية الخانقة التي أصبحت تئن تحتها، نتيجة الارتفاع الصاروخي لتكاليف المعيشة في العصر الحالي."

ومن أولى خرجاته بعد العودة، وصف الأموي وزراء حكومة الإسلامي بنكيران بالدراري اللي جاو بالفشوش و الكذوب،وأضاف،إدا أراد الدراري أن يتعلوا عليهم أن يتعلموا في بلد أخر، ويخليو عليهم تدبير شؤون المغاربة في التيقار"

" أقول للحكومة "صح النوم" فهناك أناس في المغرب يموتون جوعا والتسول أصبح أمام جل إشارات المرور، بل هناك تسول من نوع آخر، انه تسول المناصب الكبرى ".، هذا ما قاله أقدم زعيم نقابي على رأس (ك.د.ش) على هامش ندوة صحفية عقدها يوم الثلاثاء 22ماي بنادي المحامين بالدار البيضاء.

فبعد المشاورات والتنسيق ،إلى "خوض كل الأشكال النضالية " ، ضد ما أسموه ب "التعامل الحكومي اللامسؤول مع الملف الاجتماعي للأجراء ، ومع التنظيمات النقابية "المتوج بإصدار بيان مشترك يوم الخميس الماضي والقاضي بتنظيم مسيرة وطنية سلمية تحت شعار" الكرامة أولا"والمزمع تنظيمها يوم الأحد المقبل27ماي الجاري عقد كل من نوبير الأموي الكاتب الوطني للكنفدرالية الديموقراطية للشغل وعبد الرحمان العزوزي هذه الندوة الصحفية لحشد مناضلي النقابتين عبر شرح ملابسات الاحتقان الاجتماعي الذي بات يخيم على نفوس الطبقة العامل على حد وصفهم.

وحسب رأي الأموي.زعيم(ك.د.ش) ، فالمغرب أصبح يعيش اختلالات بنيوية متعددة مست كافة الحقول والمجالات وخاصة منها الجانب الاجتماعي الذي يحتاج إلى قرارات وطنية كبرى

وأكد على ضرورة أن تتجاوز هذه القرارات، "الترقيعات والحلول الجزئية، التي لم تعد تجدي،بفعل تفاقم البطالة وغلاء المعيشة والمضاربات والاحتكار وتدهور القوة الشرائية للطبقة العاملة واتساع دوائر الفقر والهشاشة و التهميش الاجتماعي والاقتصادي وعجز الدولة عن توفير الخدمات العمومية من تعليم وصحة وسكن وشغل وأمن،في إشارة إلى الخرجات الإعلامية لإبنكيران ووزرائه التي دشنوها منذ الأيام الأولى لتوليهم مسؤولية تدبير الشأن العام المغربي

وخلال الندوة الصحفية التي عقدها الزعيمين النقابين صباح أمس الثلاثاء ، بمقر نقابة هيأة المحامين بالبيضاء ، أكد نوبير الأموي على أن المسيرة الاحتجاجية المزمع تنظيمها الأحد القادم ، تأتي في سياق وضع "مزري" للشغيلة ، وفي ظل تجاهل الحكومة الحالية وصم آذانها تجاه الملفات المطلبية المتعددة للأجراء والعاملين بمختلف القطاعات .

بينما انتقد عبد الرحمن المعزوزي ، الكاتب العام لنقابة ال"فدش" ، تأخر حكومة عبد الإله بنكيران ، في معالجة الملفات الاجتماعية للمأجورين ، واعتبر خطوة التنسيق بين المركزيتين الأكثر تمثيلية ، تصب في مصلحة الطبقة العاملة ، وخلفت تجاوبا وصدى طيب لدى مختلف الأجراء.

وتأتي هاته الخطوة النضالية التي يرتقب أن يخوضها الكنفدراليون والفدراليون على حد وصفهم، في سياق عزم الحكومة الحالية إخراج القانون التنظيمي للإضراب إلى حيز الوجود ، وفي ظل ما اعتبره الكثير من المتتبعين تضييقا على الحريات النقابية وتراجعا حقوقيا ، تميز بالقمع وبالتعامل بعنف مع العديد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية لمختلف فئات الشغيلة المغربية .

وحذر الأموي من مرحلة الفراغ التي باتت تطبع العمل الحكومي نتيجة "وضع الدراري أصابعهم في أذانهم ورفضهم للحوار" مذكرا بما وصلت إليه اليوم كل من مصر، وليبيا اليوم نتيجة غياب الحوار وانعدامه على حد تعبيره، وقال في ذات السياق"إذا لم تكن للحكومة صلاحيات فيجب أن تكون لها مبادرات"،وإن يوم الأحد 27 ماي يوم مسيرة" الكرامة أولا" ليس البداية ولن يكون النهاية" على حد تعبير الزعيم النقابي

تأتي هذه الخرجات عقب جمود عاشه هذا الزعيم النقابي بعد مرحلة عرف فيها بخرجاته النارية التي جلبت له كل المشاكل وصلت إلى حد اعتقاله ومحاكمته بعد تصريحاته لجريدة إسبانية على عهد المرحوم الحسن الثاني في تسعينيات القرن الماضي،فهل هي محاولة إحياء الأموي لشخصيته المثيرة للجدل أم هي مجرد سحابة صيف سرعان ما سننمحي ؟

تحية أخوية؛
إننا جميعا كرجال و نساء التعليم بجميع فئاته و أسلاكه و هيئاته مع الكرامة التعليمية مبدئيا و ندعم مسيرة الكرامة الأستاذية أخلاقيا و نتضامن مع الشغيلة التعليمية خاصة و الطبقة العاملة عامة؛ لكن أمام هذه الخرجة التي "عاد" السي الأموي مع كامل احتراماتنا لشخصيته النضالية تاريخيا كنا نأمل أن يستمر في الساحة النقابية ميدانيا فما معنى الآن و في مرحلة سياسية جديدة بالرغم من مبررات المسيرة كونها موضوعية و معقولة لكن السؤال المحرج هو لماذا لم يخرج بمثل هذه المسيرة الكرامية في زمن الحكومة السابقة ( نقابيا ) و السؤال موجه كذلك للفيدرالية الديمقراطية للشغل و كذا للقوى الديمقراطية المحسوبة على اليسار ( هذا اليسار ... ؟! )
نتمنى أن تستمر مسيرات و مسيرات للكرامة الإنسانية في ظل الفساد الإداري و التبقرط النقابي و مرض رجال و نساء التعليم كأغلبية بالإنتهازية و المصلحة الفردية !!!
كان من الممكن إعطاء مهلة معقولة لهذه الحكومة حتى يتسنى لها و للمراقبين الإجتماعيين ( بهذا المفهوم الحقيقي لدور و واجب النقابات و النقابيين ؟؟ ) إمكانية الوقوف على الفساد الشامل و إعداد برنامج وطني يشترك فيه كل المكونات السياسية و النقابية و الحقوقية و و ... كميثاق وطني من أجل الإصلاح الإجتماعي الشامل المرتبط بالسياسي و هكذا و عند الوقت المناسب للمحاسبة و بعد مرور فترة معقولة آنذاك يمكن الحكم على نوايا هذه الحكومة التي بادرت بإجراءات جريئة لم تكن في العهد اليساري ؟!
و كيفما كان الحال فلتنفذ المسيرة / الكرامة لكن النضال ضد الفساد الإداري عليه ألا يتوظف في أوراق سياسوية " ضيقة " ترقبا للإستحقاقات المهنية المقبلة ؟! و لن تتحقق آمال الطبقة العاملة دون تحمل المسؤوليات لجيل اليوم كدماء جديدة خلقت لعصرها قد نكون نحن كسلف هرم يعتمدوننا كمرجعيات توجيهية نضاليا ... إن صح التعبير