رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التربية الوطنية

باسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين:
رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التربية الوطنية مع تحياتنا التربوية و الوطنية؛
بناء على مجموعة من التصريحات الجريئة و من المقررات الوزارية الواضحة أمام الرأي العام التعليمي / الوطني الذي يتعطش إلى مثل هذه المواقف المسؤولة التي يتحملها رجل من الحكومة الحالية بكل عزم و حزم، فقد ينتظر منه المزيد و الكثير من حجم هذه القرارات الجريئة و الصريحة؛ فالله تعالى هو معينه و وكيله في واقع تعليمي لا يمكن إصلاحه أبدا إذا لم يكن هناك رجل ذو إرادة سياسية في قوة وزيرنا السيد الوفا...
و بناء على لقائه يوم أمس الثلاثاء 18/09/2012 في برنامج إذاعي ب " أصوات " الإذاعة المرحة و الواقعية في آن الوقت، بحيث صرح خلاله بالنية الحسنة / بالمشروع الإصلاحي الذي يريد من خلاله القطع التام مع السلوكات و الأساليب التي كرستها الوزارة الوصية عن القطاع التعليمي من قبل منذ الإستقلال مؤكدا على أنه سيأخذ على عاتقه في ذلك تطبيق القانون و لاشيء يعلو على القانون؟؟؟
و انطلاقا من هذا التقديم و التصريح؛ نريد بدورنا عبر هذا المنتدى التعليمي أن نطرح على السيد الوزير تساؤلاتنا و ملاحظاتنا حول واقع التعليم بالمغرب / بلدنا العزيز الذي ينتظر من السياسة التعليمية أجيال مستقبله الذين يمكنهم مواكبة هذا القرن الواحد و العشرين عصر تكنولوجيا الإعلاميات و الإتصالات السريعة و الخارقة إذا ما توفرت شروط المسؤولية في ظل احترام تطبيق القانون...
* السيد الوزير كوصي على المدرستين العمومية و الخصوصية معا؛ لكن إذا ما قارنا المستوى التعليمي عند أبنائنا الذين بكل أسف لا يتوفرون على مستوى تعليمي مشرف و خاصة في الإبتدائي بالوسط القروي، و مرد ذلك هو الخريطة المدرسية الممنهجة تخطيطيا، ناهيك عما هو تربوي مرده هو الآخر غياب تحديد المسؤوليات المنوطة بالإدارة التربوية و المراقبة التربوية التي أصبح مسؤولوها المؤطرون التربويون لا يولونها أي اهتمام و لا اعتبار في المدرسة العمومية لأنها أصبحت عبئا عليهم كواجب ذهني بينما أختها الخصوصية تدر عليهم أموالا طائلة!! و في إطار المقارنة كذلك يمكننا أن نطرح نفس السلوك بالنسبة لأساتذة الإعدادي و الثانوي؟؟ و ذلك في تغييب القيام بالواجب و استحضار الضمير مهنيا؛ فما قرارك السيد الوزير بعد وقوفكم على مثل هذا التدبير؟؟؟
* الأساتذة في الإبتدائي خاصة الذين قضوا أكثر من عشرين سنة عمل في البادية و مقبلون على التقاعد؛ فهم لا يستفيدون من الحركة الإنتقالية وطنيا / جهويا / محليا و التي لا تستند إلى معايير موضوعية تعتمد بالأساس على مبدإ تكافؤ الفرص و الشفافية؛ فما موقفكم من هذا و قد تلاعبت فيها اللوبيات الإدارية و بتواطؤ مع النقابات البيروقراطية في تلاقحهما الإنتهازي بتدبيرها على مقاساتهم الزبونية و المحسوبية و كانت من أساليبها لعب ورق التكليفات و التثبيتات الخارجة عن أي سند قانوني ؟؟؟ فما موقفكم من تدبير الفائض في سد الخصاص و الترقي إلى رتبة التكليف ثم إلى درجة التثبيت و ذلك بتدبير ممنهج بشكل انتهازي؟؟؟
* أكبر الجرائم في حق شريحة من المواطنين و أبنائهم و التي ارتكبها " أغلب " المسؤولين على التعليم تربويا / بيداغوجيا و ليس كلهم، و خاصة في الإعدادي و الثانوي؛ الذين يتقاضون أجورهم من الوزارة ليؤدوا واجبهم التعليمي / التعلمي داخل فصولهم الدراسية بمؤسساتهم التعليمية؛ و هي جريمة " زيد اسوايع " " أو خصك تزيد اسوايع باش تحصل على نقط نجاح " " و ... ووواوييييات هي كثيرة أفسدت التعليم و أقهرت الناس في كل شيء ... " فما موقف السيد الوزير من هذا الإرهاب الممنهج على أبناء و آباء الوطن و الذي يهدد تطور البلاد بتهييء جيل غير مؤهل بمستوى تعليمي جيد يساير التقدم العصري؟؟؟ و الحالة هذه شهدتها المعاهد متعددة الإختصاصات و المدارس العليا التي قبلت أفواجا بمعدلات منتفخة كشرط القبول للولوج إليها!!! في حين حرمت أفواج من أولاد الشعب بمعدلات متوسطة كان سببها سلوكات خبيثة مورست عليهم من قبيل جشع الأساتذة لكسب الأموال الطائلة من آباء أفواج المعدلات المنتفخة و على حساب الفقراء و أبنائهم و بتواطؤ واضح بين هؤلاء الأساتذة و أولئك المفتشين المسؤولين عن غيابهم في المدرسة العمومية و تكريسهم الفساد التربوي في حضورهم بالمدارس الخصوصية...
* ما موقفكم من تغييب هيكلة جمعية آباء و أمهات و أولياء تلاميذ المدارس الخصوصية؛ مع العلم أن الوزارة هي وصية على التعليم العمومي و الخصوصي معا و سويا؛ فهي تسمح لهذه الهيكلة في المؤسسات التعليمية العمومية كشريك اجتماعي من المجتمع المدني دعما لمشروع الإصلاح و الإرتقاء بالتعليم، بينما لا تسمح إدارات المؤسسات التعليمية الخاصة بهيكلة هذه الجمعية داخلها؟؟؟
* هناك مشاكل تربوية و سلوكات لاأخلاقية يتخبط فيها تلاميذ الداخليات بالثانويات؛ و لا مسؤول ينادي لا في إدارة الثانوية و لا في الواجب التربوي و لا في التدبير الداخلي !!! مما يستدعي التدخل الفوري و الضرب على أيدي المفسدين تربويا ( الأساتذة أصحاب السوايع الزايدة و هؤلاء التلاميذ لا حول لهم ولا قوة أمام السوايع !!!) و تموينيا ( المقتصدون و الطباخون أصحاب الكروش الحرام ... )؛ فهناك شهادات حول تلاميذ البادية نجحوا من الإبتدائي إلى الإعدادي و كانوا من النجباء ولما التحقوا بالثانوية بالمدينة حرموا من نسبة تكافؤ الفرص في التعليم و التعلم داخل الفصل بسبب السوايع و قهروا بسبب حرمانهم من الإستقرار النفسي و الإجتماعي داخل الداخليات!!! فهناك تلاميذ من مجموعة مدرسية بنيابة آسفي، الذين انتقلوا إلى إعدادية قروية بامتياز ثم إلى ثانوية حضرية و لم يسايروا الجو العام بهذه الأخيرة للإعتبارات السالفة الذكر و انتظروا سنة بيضاء كاملة حتى إحداث الثانوية بمركزهم القروي و أعطيت لهم الفرصة من جديد بتدخل أساتذتهم الإبتدائيين و هاهم الآن قد نجحوا في الباكلوريا !!! فتصوروا إن لم يكن هناك إحداث للثانوية ؟؟؟
* ما موقف السيد الوزير من الإدارة التربوية التي لا علاقة لها بالتعليم و التربية و لا بالتنظيم و التسيير و التدبير و المحاسباتية في إطار تطوير الآلية الإدارية و الإرتقاء بالعمل الإداري على هذه المستويات المذكورة ؟؟؟ و النماذج كثيرة بنيابة آسفي !!! إلا من رحم الله بكفائته و هم قليلون... أما الكثيرون فيستفيدون من التعويضات و يتقاضون الأجور و لايعملون بل لا يحضرون إلى مقرات أعمالهم و إن فعلوا ذلك لأسباب قاهرة فيكون ذلك حتى الساعة 11 صباحا ثم يغادرون مع 14 بعد الزوال!!!
* السيد الوزير؛ إذا رغبتم في الوقوف عن كثب على المعضلة التعليمية فزوروا نيابة آسفي و استفسروا بإعطاء فرصة الحوار للنقابة المستقلة المحلية إسوة بالنقابات المحلية... أو بالأحرى تصفحوا أخبار معركة المستقلة محليا و جهويا خلال شهور ماي، يونيه و يوليوز 2010 و ما أسبابها و نتائجها؟؟؟ فستقفون على حقائق كارثية...
* ما مدى مسؤولية الوزارة إزاء موظفيها التربويين إن لم تدافع عنهم بحكم أنهم يتوفرون على أرقام التأجير التي تربطهم بالمسؤولية القانونية و التشريعية و التنظيمية بالوزارة كوصية عليهم ؟؟؟ لا أن يصبحوا في غياب هذا مجرد أرقام الإنخراط في النقابات التي تفعل بهم ما تشاء بالزبونية و المحسوبية حتى أصبح الأساتذة مرضى بالإنتهازية و المصلحة الفردية على حساب زملائهم في المهنة الذين لا ينتمون إلى أية نقابة؛ فأين مسؤولية النيابة الإقليمية النائبة عن الوزارة في الإقليم و أين مسؤولية الأكاديمية تفعيلا لنهج سياسة اللاتمركز ؟؟؟ بل أكثر من هذا أصبح النائب يوجه كل أستاذ لديه مشكل إلى دفع ملفه إلى نقابة من النقابات المحلية!!!
* ما رأيكم السيد الوزير في جمعية دعم مدرسة النجاح تنظيميا و تدبيريا؟؟؟ فهناك غموض في كيفية تنظيمها داخل المؤسسات التعليمية إلا من رحم الله تعالى من المديرين و الأساتذة، و هناك أيضا لبس في كيفية تدبير عروض الأثمنة و المقاولين المتعاقد معهم باسم هذه الجمعية!!! إذ لابد من إعادة النظر في العلاقة بين رئيس الجمعية بصفته مديرا للمؤسسة التعليمية / الإبتدائية و بين أولئك المتعاقدين معهم ...
* السيد الوزير؛ إن لم نطل عليكم فنلخص أزمة المنظومة التعليمية ببلادنا في الفساد الإداري و التربوي و المالي؟؟؟ نطلب من الله تعالى أن يعينكم في هذه المنحة الصعبة التدخل و التدبير و إذا عزمتم فتوكلوا على الله وحده سبحانه!!! و ذوي الضمائر الحية القليلين في قطاعنا التعليمي و لا حرج أو إحراج للجميع في تطبيق القانون على الجميع ؟!...
عن أب / أستاذ غيور على أبناء الشعب و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.